lundi 11 août 2014

ثمينة هي .... دروس الحياة ...

ثمينة هي .... دروس الحياة ... 


ربما يعتقد البعض بأنّ الحياة تُعطيك ما تشاء ووقتما تشاء وبالطريقة التي تحلم بها … لكنني أُطمئنك بأنّ ذلك غير صحيح!.
في المدرسة نتعلم الدروس أولاً في نذهب للإختبار، لكن في الحياة، نتعرض للإختبار أولاً ثمّ
نتعلم الدروس!.

نحن جميعاً لدينا فرصاً مُتكافئة في الحياة، في جعبة كلٍّ منا 24 ساعة فقط من غير زيادة أو نقصان، ومع ذلك هناك من يقضي الحياة غائباً عنها، وهناك من يصنع من الحجارة جسراً يعبر به للضفة الأخرى!.
إذا اعتقدنا بأنّ هناك من سيتحمّل أعباء مغامرة فاشلة – بلا شك – لإنقاذنا من القاع الذي نتمرغ فيه، فهو واهم!.

وإذا اعتقد أحدنا بأنّ النجاح سيأتي في يومٍ ما، فكلّ ما علينا هو الإنتظار، والإنتظار فقط حتى يسقط هذا النجاح على رؤوسنا، فهو واهمٌ أيضاً!.
إذا اعتقدنا بمثل هذه الخرافات، فنحن أكثر أهل الأرض تعاسة وشقاء!.

ربما تُواجهك بعض المشكلات مع رئيسك (أو مرؤوسيك) في العمل فتظن أنها دروساً مجانية من الحياة!.

أو ترى تخاذل البعض تجاهك عندما واجهتك الصعاب – وكنت تُسميه صديقاً يوماً ما – وتقول أنها دروس مجانية من الحياة!.

ويعتقد البعض بأنّ جفاء العلاقة بين الأزواج أمراً طبيعياً، والفوضى التي تسود أركان بيته الصغيرة لا مفر منها، فالمشكلات لا تنتهي أبداً، وهي دروس مجانية من الحياة!.
ربما يعتقد البعض بأنّه وقتما يُقرر البدء بمشروعه الخاص والإستقلال بنفسه في معمعة الأعمال فإنه يكون قد وضع قدمه بثبات نحو المجد التليد والربح الوفير، وإذا ما فشل فإنّ
ذلك يُعدُّ درساً من الدروس المجانية في الحياة!.

حسناً، هي دروس في الحياة، لكنها ليست مجانية كما يحلو للبعض أن يعتقدها، هذه الدروس ليست مجانية لأنك ستدفع – شئت أم أبيت – الثمن الباهظ لتحصل على ما تريد، ستدفع الوقت والمال والجهد، بينما حياتك على كوكبنا الجميل ليست طويلة، لكن، لا مفر من أن تدفع الثمن كاملاً.

تذكر بأنه لا يوجد هناك مصعد للنجاح، هناك درجات عليك أن تصعدها واحدة بعد أخرى، فلن تحصل على حلول سحرية لحياتك، ولن تحصل على ظروف مثالية تُمهِّد لنجاحك بسهولة، عليك أن تُوجد كلَّ شيء، وبجهدك الخاص وروحك التي لا تعرف اليأس.
تستطيع أن تتخلى عن أن تكون من قائمة الـ3% للأشخاص الأكثر تأثيراً في العالم، وتنعم بالسلام والراحة، تستطيع أن تهزم نفسك بنفسك، تستطيع أن تُلغي الشخص بداخلك وتعدمه،
القرار لك!.

لكنني أعتقد أن قارئي العزيز من طراز فريد، فهو لا يقبل كلّ ما قيل سابقاً، وقرر أن يخوض التحدي.

عندما كنتَ صغيراً قيل لك آلاف الكلمات التي تُحطم الصخر، لكنّ الشيء الرائع هو أنه ما زلت صامداً ولديك القدرة على مواصلة قصة كفاحك، فإذا كنت لم تبدأ بعد، فها هو الوقت قد حان.

تذكر أنّ أولئك الذين يقتحمون البحر ليكتشفوا كنوزه الثمينة هم وحدهم من سيحصلون عليها، بينما الذين يكتفون بمشاهدة الأحداث لن يحصلوا أيّ شيء سوى الحسرة!.
لذلك أنا أدعوك لتخرج من روتين حياتك الذي أصبح مُملاً وتكسر حواجز الخوف بداخلك ولا بأس أن تُلقي بنفسك في مغامرة، حتى لو فشلت، فلقد تعلمت الكثير، وأصبحت أكثر نُضجاً ووعياً بالحياة التي تريدها، فكلما تعرضت للفشل كلما اقتربت من نجاحك!.

ويمكنك أن تسأل من سبقوك في صعودهم للقمة، كيف كان الطريق؟
ستجد الإجابة السريعة بأنه لم يكن مُعبداً بالورود، ولم يكن خالياً من العقبات، ولم تكن الفرص بين أيديهم، لقد صنعوا كلَّ شيء أرادوه بهمة فولاذية وعزيمة لا تعرف الكلل، لقد حطموا قيود أفكارهم البالية التي أعاقتهم عن النجاح في الحياة منذ زمنٍ طويل بحُججٍ واهية، وادّعاءات لا أصل لها في النجاح!.

إذا كنت قد عرفت كلَّ ذلك، فلماذا تتردد في دفع فاتورة النجاح؟

لماذا تقبل أن تكون شخصاً غير الشخص الذي بداخلك؟

هل تعتقد أن أحداً سيتفهم فشلك يوماً ما، ويُخبرك بمدى شفقته لحالك؟!
عليك تحمّل مسئولياتك كاملة عن حياتك، وأن تكون مُستعداً لدفع الثمن بنفسٍ راضية ومُدركة لما تريد، هل سبق ورأيت أحداً وقد وُلد وفي فمه ملعقة من ذهب!.

تأتي وحيداً للحياة، ثم تُغادرها وحيداً، لن يُرافقك أحد إلى قبرك، لكن، ما الذي فعلته بينهما؟
ستكون أمام خيارين لا ثالث لهما :

الخيار الأول : هنا يرقد المدعو فلان، لا يعرفه أحد، ولم يصنع شيئاً يذكره التاريخ لأجله، وتزوج إمرأة لا طموح لها ولا هدف، وأنجب أطفالاً لا يُفتخر بهم، لقد عاش عادياً ومات عادياً!.

والخيار الثاني : هنا يرقد العظيم فلان، الجميع يعرف إنجازاته ومحاولاته في جعل عالمنا أكثر روعة وجمالاً، لقد كانت زوجته إمرأة مُربية أجيال عظيمة مثله، وأطفاله يرفع بهم هامته للسماء، لم يقبل يوماً أن يكون نسخة من أحد إلا من نفسه، لقد عاش عظيماً ومات عظيماً!.

لا أظنك ستقبل الخيار الأول، بل ستعمل جاهداً لتكون الثاني، ستفتخر بك الأرض والعالم
أجمع، وسيُنادى ها هنا شخصٌ عظيم بدء 

بصنع الحياة للبشرية.




تمنياتي لكم بنجاحات عظيمة، تساهمون فيها لأجل سعادتكم وسعادة الإنسانية كلها. 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire