mardi 16 septembre 2014

قلب و عقل

قلب و عقل
 في وسع الحياة الحافلة بمحطات الأحداث و المواقف المبهجة و المحزنة نلتقي و نتعايش مع أناس من نفس كوكبنا من أرضنا الطيبة و المعطآءة ، نشاركهم حياة ، ضحكة ، فرحة ، سعادة ، نجاح ، حب ، أخلاق راقية ، اهتمام ، أنس ، كلام طيب و جميل .... و بالمقابل نقاسمهم ألم ، دمعة ، قهر ، حزن ، آهات ....

نكون كالأيادي المتشابكة و المتماسكة التي تكوّن عقل واعي و ثقيل نهزم به كل خيبة و نرتقي به الى الأعلى و قلب سليم ينبض بأسمى المعاني الراقية من حب ، سلام ، وفاء ، تسامح .....

بهذا العقل و هذا القلب أستطيع تحقيق الأنا الفعّالة و السعيدة في كل بيئة بدءا من أسرتي و أصدقائي ثم محيط عملي و محيط دراستي الى محيط ذاتي و الوصول الى رضا الله تعالى و جنته و الى مراتب النجاح و الانجازات الكثيرة و الثبات على كل ما يميز الانسان الراقي من قيم و مبادئ سامية ....

 
و مما لا شك فيه أن طريق الوصول الى هذا العقل و ذاك القلب يتطلب مني جهد كبير و مضاعف و سعي كثير .... بدءا من رضا الله و رسوله و العمل بما أنزله الله في كتابه الكريم و ما جاء به محمد صلى الله عليه و سلم من حكمة .... سيرا على أهدافي و طموحاتي و وضعها نصب عيناي حتى أصل ان شاء الله تعالى سالما غانما ، قد حققت ديني و دنياي .... " وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا" الاسراء

" وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ " القصص

حتما سنلقى في طريقنا هذا مطبّات و عوائق يمنعنا من الوصول سريعا و لكن لا تمنعنا من الوصول ... و الفائز من اجتازها بكل ذكاء و قوة ليست القوة تكمن في الوقت القصير و لكن في التمسك بالايمان بالله عز و جل و التمسك بالقيم و الأهداف و أبقى مدى الطريق أحمل شعاري .... توكلت على ربي وكيلي و لن أستسلم و سأكمل طريقي و لن أنظر خلفي


و سنجد أيضا في طريقنا أناس ليسوا من كوكبنا المعطآآء بل هم من كوكب آخر غريب ، أجسامهم كأجسامنا لكن عقولهم ليسوا كعقولنا و قلوبهم ليسوا كقلوبنا ... انهم فئة المثبطين الفاشلين يسعون بكلامهم و أفعالهم الى تثبيط أهدافنا و جعلها جامدة لا تتحرك ... و الإصغاء لصوت الأنا المثبطة بداخلنا و لكلام المثبطين من حولنا ....يوقفنا عن كل انجاز و مبادرة و يبعدنا عن طريق النجاح و الرقي يجعلنا محبطين و لا رغبة لنا في تحقيق أهدافنا المسطرة لأن الشخص المحبط يبدي صواب الفكرة بخطئه و نجاحها بفشله

 
فقد فاز و أفلح من كان يملك هذا العقل الراقي و ذاك القلب السليم ... و لن ينجح من نكت في قلبه ذرة حقد ، كره ، و في عقله ذرة جهل ....

فبرامج التفكير في عقل الانسان تستلزم من صاحبها التفعيل و التجديد ..... أو تنقل إلى "المألوف الروتيني " المنسي و المغلق ....
من فضلكم .... لا تنسىوا تفعيل هذه البرامج ... و كن انسآآن مثقف يعيش حياة ذات قيمة ....

يقول الشاعر أبو قاسم الشابي رحمه الله :

إذا مـــا طمحــتُ إلــى غايــةٍ ××× ركــبتُ المُنــى, ونسِـيت الحـذرْ
ولــم أتجــنَّب وعــورَ الشِّـعاب ××× ولا كُبَّـــةَ اللّهَـــب المســـتعرْ
ومن يتهيب صعود الجبال ××× يعش أبَــدَ الدهــر بيــن الحــفرْ

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire