lundi 28 octobre 2013

لا تحفري قبر الزوجية بيدك!

لا تحفري قبر الزوجية بيدك!

السعادة والراحة والاستقرار النفسي والعاطفي أمورٌ تحلم وترغب كل زوجة في تحقيقها في حياتها الزوجية، فلا أحد من البشر ذكرًا كان أو أنثى يتعمد إتعاس وإرهاق ذاته وتكبيلها بالمشكلات والأزمات التي تجعل الحياة جحيمًا إلا إذا كان ذلك الإنسان معقدًا نفسيًا أو هناك خلل ما  في شخصيته أو عقله!
ورغم أن الزوجات يمتلكن معظم خيوط السعادة الزوجية، إلا أن منهن مَن  يسئن غزل ونسج تلك الخيوط لتخرج في صورة جميلة مبهرة، ليستمتعن بها ويجعلن كل من حولهن يستمتعون ويسعدون أيضًا، إما لعدم وعي هؤلاء الزوجات بكيفية حياكة ثوب السعادة لعدم إعدادهن وتعليمهن ذلك مسبقًا، أو لأنهن لا يقدِّرن نعمة خيوط السعادة التي بحوزتهن، ولا يعرفن كيفية استغلالها  خير استغلال وتطويعها لإسعادهن!..
 
وحتى تتمكني من غزل ثوب السعادة الزوجية والتنعم والاستمتاع به لأطول فترة ممكنة أُوصيكِ بتجنب بعض الأمور:
 
أولًا: استدعاء واختلاق النكد:
من الزوجات من هن بارعات - وللأسف الشديد - في اختلاق الأزمات واستدعاء النكد بكثرة الشكوى لسبب أو بدون سبب وسرعة الغضب لأتفه الأمور.. فبدلًا من استقبال أزواجهن بوجه بشوش وابتسامة رقيقة ونظرة تقدير وعرفان بعد انقضاء ساعات العمل المتعبة والشاقة وعودتهم إلى المنزل، يستقبلنهم بوجه عبوس وصوت ساخط وقائمة من الشكاوى والمطالب والأخبار السيئة وغير ذلك من الأمور التي تجعلهم يكرهون اللحظة التي عادوا فيها إلى البيت!.
 
ثانيًا: انتقاد الزوج باستمرار:
يعتبر الانتقاد المستمر لتصرفات الزوج البخار السام الذي يخنق الحياة الزوجية لاسيما لو تم ذلك أمام الأبناء أو أمام أقاربه، مما يفقده الشعور بذاته وإحساسه بالقوامة.. فما أجمل أن تقدر وتحترم الزوجة زوجها وتبدي له إعجابها بخصاله وشكله الذي ليس له دخل فيه.. حتى لا يبحث خارج المنزل عن من تشعره بذاته وتقدره وتحترمه وترضى بما هو عليه.
ثالثًا: التدخل المستمر في شؤون الزوج:
تكثر الخلافات والمشكلات الزوجية عندما يشعر الزوج أنه مُحاصر ومُكَبل طول الوقت من قِبَل زوجته، فإذا أراد الخروج  تصر أن تعرف إلى أين سيذهب، ومَن سيقابل، ومتى سيعود، ولو تأخر تستجوبه كأنه متهم أو مذنب!.. فضلًا عن مراقبة مكالماته الهاتفية وقراءة خطاباته وتفحص أوراقه الخاصة وتفتيش جيوبه....إلخ!.. الأمر الذي يجعله لا يطمئن لها ولا يثق بها، كما يضطره أحيانا إلى اللجوء إلى الكذب والكتمان من باب تجنب واتقاء فضولها المزعج الذي تترتب عليه مشكلات كثيرة،  فإذا انتهى الشعور بالأمان والثقة المتبادلة بين الزوجين، فإن السفينة ستغرق حتمًا، وهذا لا يعني أن تهمل الزوجة شؤون زوجها، بل عليها أن تتدخل بالقدر الذي يشعره باهتمامها، فهو أيضًا بحاجة إلى أن يحكي لها عن همومه، ويتحدث معها عن طموحه وأحلامه، فيجد فيها الصديق الوفي والناصح الأمين، فيطمئن لها، بدلاً من أن يفر هارباً من هذا الحصار الذي كاد أن يخنقه.
 
رابعًا: إرهاق الزوج بالمطالب المادية:
التطلع إلى امتلاك الأموال والأثاث الفخم ومتع الدنيا أصبح السمة الغالبة لهذا العصر. وللأسف الشديد انزلقت الكثير من الزوجات وراء كل ذلك، وأصبح شغلهن الشاغل الحصول على الحلي الثمينة والسيارات الفارهة ...إلخ..  وهذا الطموح الزائد والتطلع إلى ما عند الأخريات والمقارنات الدائمة غالبًا ما يكون سببًا في إرهاق الزوج، وزيادة ضغوطه وتوتره، وبالتالي إحباطه الدائم لعدم قدرته على تحقيق هذه الأماني، وتلبية الرغبات التي لا تنتهي، فالزوجة المسلمة ترضى بما قسم الله لها، فالغنى غنى النفس والرضا والقناعة كنز ثمين لا يمنحه الله تبارك وتعالى إلا لمن يحب من عباده، فعليك أن تكوني عونًا لزوجك لا عبءاً عليه،  فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا لمن هو فوقكم، فهو أجدر ألا تحقروا نعمة الله عليكم" رواه مسلم.
وتذكري كيف كان يعيش أفضل خلق الله صلى الله عليه وسلم وزوجاته الطاهرات رضي الله عنهن.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire