mardi 28 mai 2013

مرض الساد … الوقاية خير من العلاج



يعاني كثر في أيامنا هذه مرض الساد. لكن يمكن محاربة هذا الداء، الذي قد يؤدي الى فقدان النظر إذا لم يعالج، وتفادي الإصابة به إذا اتبع المرء بعض النصائح الوقائيّة منذ صغره.أمست جراحة الساد معروفة وشائعة جداً. ففي فرنسا مثلاً، تُجرى حوالى ست مئة ألف جراحة سنوياً وهذا بسبب ارتفاع معدل الشيخوخة. في الواقع، حين كان معدّل الحياة منخفضاً منذ سنوات عدة لم يكن المرء يكترث ...لفقدان بعض نظره وقدراته فقد كان هذا الأمر بالنسبة إليه إحدى نتائج الشيخوخة وبالتالي معالجة هذه المشكلة لا جدوى منها في آخر العمر. أما اليوم فقد اختلفت الأمور: فالأشخاص الذين تناهز أعمارهم الـ65 أو الـ70 عاماً، يعتبرون ضعف النظر عائقاً أمامهم فالكثير منهم ما زال يقودسيارته، يتمتّع بحياة كلّها نشاط، يقرأ، يستعمل الإنترنت الى ما هنالك…

مصدره

ثمة أسباب عدة تؤدي الى الإصابة بمرض الساد:

- العمر
يعلم الجميع أنّه مع مرور السنوات يضعف النظر ويواجه المرء صعوبة في الرؤيّة عن مدى قريب، وهذه إحدى علامات قصور البصر الشيخوخيّ. أمّا في حالة الساد فتصبح الرؤيّة غير واضحة كما لو كان ينظر المصاب من خلال جدار من الماء المتساقط.
- حادث
قد يؤدي حادث ما أو رضّة قوية أثّرت على العين الى الإصابة بالساد.

- الصحّة
- يفيد الأطباء أنّ التبغ، السكّري أو التعرّض لفترات طويلة لضوء شديد القوّة من دون أي حماية يزيد احتمال الإصابة بالساد.
- مشكلة جنائيّة
قد يصاب بعض الأطفال الذين يعانون من مرض متلازمة داون أو من أمراض جنائيّة نادرة، بمرض الساد. يمكن في هذه الحالة إجراء جراحة بدءاً من عمر السنة.
عوارضه وتطوّره

إحدى عوارض الساد الأولى: ضعف النظر. وقد يعتقد المرء أنه أمر طبيعيّ مع التقدّم في السن، لكن مع مرور الوقت يصبح ضعف النظر عائقاً في الحياة اليوميّة فنلاحظ مع تطوّر المرض تغيّراً في لون الحدقة وعوضاً عن أن تكون سوداء يصبح لونها مائلاً الى الرماديّ وإذا لم تعالج يفقد المصاب نظره بالكامل على المدى الطويل.
من بين العوارض:
- رؤية معتّمة.
- شعور بالانبهار، خصوصاً خلال القيادة ليلاً.
- ألوان باهتة.
- حجاب أبيض أمام العينين.
- شعور بحاجة الى تغيير متكرّر للنظرات.
قد يتطوّر المرض في ظرف أشهر عوضاً عن سنين ما يدفع المرء الى استشارة طبيب في أسرع وقت. تجدر الإشارة أنّ هذا المرض لا يتسبّب بأيّ ألم.

أهميّة التشخيص

عند التقدّم في السّن يصاب المرء بأمراض عدّة منها: «الماء الزرقاء» أو انتكاس القرنيّة المتعلّق بتقدم العمر، لذلك يجب أن يكون فحص العينين شاملاً وأن تحدَّد حالة عدسة العين، الشبكيّة، القرنيّة، العصب البصري. فحص الموجات فوق الصوتيّة لا غنى عنه لتحديد قوّة الزرع، بالإضافة الى القيام ببعض الفحوصات لتحديد حالة المريض الصحيّة. قد يساعد بعض العلامات الطبيب على توقّع نتيجة التشخيص:

- الإصابة بالسكري.
- سوابق مرضيّة من هذا القبيل في العائلة.
- العيش في مناطق استوائيّة أو جبليّة حيث يتعرّض النظر لأشعة فوق البنفسجيّة.
- الخضوع لعلاج إشعاعيّ.
- نظام غذائيّ لا يحتوي على كميّة كافية من الفواكه والخضار، فهذه الأطعمة تحتوي على فيتامينات ومعادن تحارب مضادات التأكسد التي تضرّ بعدسة العين.
- التدخين.

ما هي عدسة العين؟

عدسة صغيرة شفافة ذو شكل بيضويّ موجودة خلف الحدقة ولديها القدرة على التأقلم بشكل آليّ مثل عدسة كاميرا لكي تصبح الرؤية واضحة، وهي محاطة بخليّات تحميها، وهذه الخليّات تغذيها قنوات صغيرة. مع التقدّم في السّن تقلّ كثافة هذه القنوات، تتلف وتضعف فاعليتها لذلك تتأثّر عدسة العين، تفقد شفافيتها، تصبح صلبة وتصفر وفي معظم الأوقات تتأثّر كلتا العينين.
علاج

قد يوصي الطبيب بإجراءات سهلة إذا لم يكن الساد في مراحل متطوّرة مثل ارتداء نظارات تناسب نظر المصاب (أو عدسات لاصقة)، وجود إنارة كافية عند القيام بأيّ نشاط. ثمة أيضاً قطرات للعين وتمارين تساعد في تحسين النظر، لكن من الأفضل إجراء جراحة في مراحل المرض الأولى بما أنّ نسبة الخطر تكون منخفضة. عادة، يجري الجرّاح هذه الجراحة عندما تكون حدّة المرض لا تتخطى نسبة الأربعة على عشرة، وتؤخذ نوعية النظر بالاعتبار أيضاً خصوصاً عندما تسوء الرؤية بسبب نسبة الضوء الخفيفة فتصعب على المرء قيادة سيارة ليلاً. لا يشكّل عمر المصاب عائقاً أمام إجراء هذه الجراحة حتى لمصاب يناهز عمره المئة سنة.
التحضيرات ما قبل الجراحة سهلة جداً: لا يجب على المريض تناول حبوب الأسبيرين قبل أسبوع من الجراحة، وضع قطرات مضادّات حيويّة ومضادات التهاب، وبعد الجراحة يجب استعمال القطرات مجدداً ثلاث مرات في اليوم لمدّة شهر أو شهرين.

يجري طبيب العيون فحصاً دقيقاً للعين خلال استشارته الأولى ليتمكّن من معرفة أيّ عدسة استعمالها أنسب، وخلال جراحة الساد تُستأصل عدسة العين وتوضع مكانها عدسة مصنوعة من مادة الأكريليك ومضاد الاستطباب في حالة الإصابة بعدوى. خلال الجراحة، يُستعمل بنج عمومي يدوم لربع ساعة تقريباً، وهي تنفّذ باستخدام مجهر وتتطلّب دقّة عالية: يتم إحداث شقّ بإزالة نافذة صغيرة دائريّة الشكل في جفينة العدسة ويضاف محلول لفصلها عن العين، عندها تُسحب عبر استخدام محجاج ذي موجات فوق صوتيّة ومن ثمّ توضع العدسة المصنوعة من الأكريليك.

مخاطر يواجهها الجرّاح

المخاطر شبه معدومة لكن يفضّل الجراح إجراء جراحة لكلّ عين على حدة حتى لو كان بإمكانه العمل بطريقة متوازية.
المخاطر الكبيرة هي:

- يجب أن يكون الشّق صغيراً قدر الإمكان (وهذا يتوقف على مهارة الجرّاح).
- الحفاظ على سلامة جفينة العدسة.
- انفصال شبكيّة العين، لكنّه أمر نادر يصيب واحد في المئة من المرضى.
قد يحصل أن يُصاب المريض بالساد مرة أخرى عندها يعالج المرض باستخدام تقنيّة الليزر، وإحدى المخاطر الأخرى هي ألا يحصل المريض على النتيجة المبتغاة.

أنواع العدسات

العدسات الصلبة هي أقدم العدسات ومعروفة جداً في مجال الطبّ، فهي تعالج خللاً آخر في النظر، لكن يجب أن يكون الشق أكبر ليستطيع الجراح إدخال العدسة. وعلى رغم أنّها جديرة بالثقة فهي نادراً ما تُستعمل اليوم.
العدسات الليّنة تتطلب شقاً أصغر وهي ذات أداء أفضل في الليل.
العدسات المزروعة متعدّدة المهام وقد تطوّرت كثيراً خلال السنين الأخيرة. تساعد هذه العدسات في معالجة مشاكل عدّة في نظر المريض. أمّا عدسات النظر أحاديّة البؤرة فهي تساعد المريض على استعادة نظره عن بعد، وعدسات النظر متعددة البؤر تساعد المريض على استعادة نظره عن بعد وعن المدى القريب. لا تتطلب هذه العدسات شقّاً يزيد على 2 مليمتر. يوصي طبيب العيون بنوع العدسات التي يجب استعمالها وفقاً للتشخيص فلا تترددوا بالاستفسار عن نوع الزرع الذي سيوضع لكم في حال أُجريت لكم هذه الجراحة، ومضاد الاستطباب في حال الإصابة بماء زرقاء أو شذوذ في شبكيّة العين.

نوعيّة الزرع

يُستعمل نوع معيّن من العدسات وفقاً لخلل النظر الحاصل غير أنّ هذه العدسات في تطوّر مستمر فهي تصبح شبيهة بعدسة العين الطبيعيّة أكثر فأكثر ما يخوّلها إعطاء نتائج أفضل. كذلك، تستطيع هذه العدسات تصحيح شذوذ من نوع قصور البصر الشيخوخي وحتّى قصر البصر.

فترة الشفاء

تكون النتائج عادةً مبهرة فيستطيع المريض القراءة ومشاهدة التلفاز من دون أيّ مشاكل في 90 في المئة من الحالات. أمّا العشرة في المئة الباقية من الحالات فيصاب المريض بخلل آخر في النظر.
على المريض أن ينتظر شهرين قبل أن يُشفى نظره كليّا، وقد يجد صعوبة في رؤية الألوان بوضوح في فترات الشفاء الأولى، وقد لا تكون الرؤية واضحة بعد يوم من الجراحة، وقد تحمرّ العين فلا داعي للقلق. كذلك، قد يشعر المريض بجسم غريب غير مؤلم داخل العين، لكن سرعان ما يزول هذا الشعور. تتأثر نتائج الجراحة بحالة العين إجمالاً وخصوصاً حالة شبكيّة العين والعصب البصريّ فإذا كانت جيّدة تكون نتائج الجراحة ممتازة.

وقاية

يتطوّر الساد بشكل بطيء جداً ويعتقد الأطباء بأنّ عدسة العين تتأثر، كأعضاء الجسم كافة، بالشقائق ما يشكّل صعوبة في تحديد إجراءات معيّنة للوقاية من هذا المرض. غير أنّ التقدم في السّن يساعد الساد على التطوّر لذا يجب اتخاذ تدابير وقائيّة قبل عمر الـ65 ترتكز على نوعية الحياة التي يعيشها الإنسان، وبعض هذه التدابير يفيد الصحّة عموماً:

- الإقلاع عن التدخين.
- ارتداء نظارات شمسيّة وقبعة إذا أمكن أو وضع واق للوجه للحدّ من التلف الذي تسبّبه الأشعة فوق البنفسجيّة.
- حماية العينين عند القيام بالزخرفات وممارسة الرياضة لتفادي الجراحات.
- التأكد دائماً من نسبة السكر في الدّم، وإذا كنتم تعانون من السكريّ عليكم اتباع حمية خاصة.
- اتباع نظام غذائي غنيّ بمضادات التأكسد.
يشار الى أن اتباع هذه التدابير الوقائيّة يزيد نسبة نجاح الجراحة.

الجراحة الانكساريّة

هي عبارة عن جراحة بالليزر تعدِّل تقوّس القرنيّة بواسطة الليزر للتمكّن من معالجة مشاكل انحراف أشعة العين. لا تستعمل هذه التقنيّة إلاّ في أمراض الساد الثانويّة.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire